هذه المواهب المبهرة أثبتت نجاحها مبكرا قبل الانتقال لصفوف الميرنجي، وبعد الانضمام للفريق المدريدي ظهرت البصمات وبات فينيسيوس ورودريجو عنصرين مهمين في التشكيلة الأساسية في الفترة الأخيرة، وقادا الملكي لحصد الألقاب.
نجاح مبكر
البداية مع فينيسيوس الذي أعلن ريال مدريد التعاقد معه في صيف 2018، قادمًا من فلامنجو بمبلغ ضخم آنذاك بلغت قيمته 45 مليون يورو.
وكان من الغريب أن يتم دفع هذا المبلغ في لاعب بعمر 18 عاما قادم من البرازيل.
ولم تكن حتى صفقة سهلة، حيث نشب صراع ناري مع الغريم التقليدي برشلونة الذي كان قريبا جدًا من إتمام الصفقة.
وجذب فينيسيوس في ذلك الوقت الأنظار نحوه من كبار أندية أوروبا، بعدما تألق في بطولة أمريكا الجنوبية تحت 17 عاما، وفاز بجائزة أفضل لاعب في البطولة بعدما سجل 7 أهداف، بخلاف تألقه اللافت مع الفريق الأول لفلامنجو.
ورغم أن فينيسيوس عانى في مواسمه الأولى مع ريال مدريد، لكنه كشر عن أنيابه في 2021 وبالتحديد مع تولي الإيطالي كارلو أنشيلوتي المهمة، حيث نجح في تطويره في اللمسة الأخيرة أمام المرمى.
وبعد أن كان فينيسيوس يظهر كالتائه في منطقة الجزاء، أصبح جناحا فتاكا يسدد ويسجل من أنصاف الفرص.
وخاض فينيسيوس حتى الآن بقميص ريال مدريد 264 مباراة بمختلف المسابقات، وسجل 83 هدفا وصنع 75، وحقق كل الألقاب المحلية والقارية، وبات مرشحًا بقوة للفوز بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم.
في العام التالي بعد ضم فينيسيوس، حسم الميرنجي التعاقد مع موهبة أخرى، وهو رودريجو جويس من صفوف سانتوس.
وكلفت الصفقة خزائن ريال مدريد تقريبا نفس المبلغ الذي تم دفعه لضم فينيسيوس جونيور (45 مليون يورو).
والغريب في الأمر، أن رودريجو كان من المفترض من الأساس أن يكون لاعبا لبرشلونة، حيث تم الاتفاق بالفعل مع النادي الكتالوني، وكان يتبقى فقط التوقيع الرسمي.
ولكن بسبب مشكلة في الاتفاق بين إدارتي برشلونة وسانتوس لم تتم الصفقة، وهنا تدخل ريال مدريد، وقرر اللاعب الشاب وقتها الانتقال للملكي.
وكان هناك تشبيه كبير لرودريجو بمواطنه نيمار، خاصة وأن كلاهما انطلقا لليجا من بوابة نادي سانتوس.
وحتى الأسطورة الراحل بيليه التقى برودريجو قبل انتقاله لريال مدريد، وتمنى له حظا طيبا، ونشر اللاعب الشاب وقتها على حسابه الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "اليوم هو يوم مميز جداً بشكل لا يُصدق، لقد تلقيت مباركة الملك بيليه، واكتشفت حقاً أنه الأفضل على مر العصور، يا له من تواضع، شكراً للرب على تحقيق هذا الحلم الذي أصبح حقيقة، هذا اليوم سيظل في ذاكرتي إلى الأبد".
وبنفس سيناريو فينيسيوس سارت الأمور مع رودريجو، الذي لم يحصل على فرصة كبيرة مع الملكي في سنواته الأولى.
ولكن بعد رحيل بيل ثم بنزيما، بات لاعبا أساسيًا في تشكيلة الملكي بجانب مواطنه فينيسيوس، ولعب دورًا استثنائيا في تحقيق الميرنجي للألقاب.
وشارك رودريجو في 216 مباراة بقميص ريال مدريد، وسجل 54 هدفا وصنع 41 حتى الآن.
وفي الموسم الجديد، يراهن الميرنجي على الموهبة الجديدة إندريك صاحب الـ18 عاما، القادم من بالميراس، والذي تأمل إدارة ريال مدريد أن يسير على درب الثنائي فينيسيوس ورودريجو.
فشل كتالوني
على الجانب الآخر، ذهب أيضا برشلونة إلى المدرسة البرازيلية وتعاقد مع رافينيا بمبلغ كبير نسبيا بالنظر إلى حالته الاقتصادية.
ففي صيف 2022، قرر برشلونة التعاقد مع رافينيا من صفوف ليدز يونايتد الإنجليزي مقابل 58 مليون يورو، على الرغم من الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يمر بها.
وكان الهدف الأساسي من ضم رافينيا، هو تدعيم الخط الهجومي حيث كان يمثل مشكلة كبرى للفريق، لكنه لم يحقق النجاح المطلوب.
رافينيا خاض 87 مباراة بقميص برشلونة، ولم يسجل سوى 20 هدفا وصنع 25.
وتسعى إدارة برشلونة للتخلص من رافينيا ببيعه للأندية المهتمة به.
وتلقى رافينيا عروضًا من الدوري الإنجليزي والسعودي، لكنه لازال يتمسك بالبقاء في صفوف البلوجرانا.
وتحاول الإدارة الضغط على البرازيلي للموافقة على العروض السعودية، حيث ستنتعش خزينة النادي الكتالوني بما لا يقل عن 80 مليون يورو.
كذلك اشترى برشلونة فيتور روكي بقيمة 40 مليون يورو من أتلتيكو باراناينسي، وهو رقم ساهم في تدهور أوضاعه الاقتصادية أكثر وأكثر.
وأعلن برشلونة توصله لاتفاق لضم فيتور روكي عام 2022، بعقد لمدة 7 سنوات، وخلال الإعلان الرسمي عن الصفقة تم التأكيد على أن اللاعب الشاب سينضم للبلوجرانا في يوليو/تموز 2024.
ولكن نظرًا لأزمة برشلونة الهجومية، قررت إدارة النادي بطلب من تشافي إبرام الصفقة في الميركاتو الشتوي الماضي.
ولم تظهر ثقة تشافي الكبيرة في روكي، حيث ظل حبيسًا لدكة البدلاء، ويشارك لبضع دقائق فقط بكل مباراة.
كما لم يمنح تشافي أي فرصة للبرازيلي للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، سواء في ثمن أو ربع النهائي من البطولة، التي ودعها البلوجرانا ضد باريس سان جيرمان بطل فرنسا.
ومنذ انضمام فيتور روكي لبرشلونة في يناير/كانون الثاني الماضي، شارك في 16 مباراة، وسجل هدفين بمعدل لعب 353 دقيقة فقط.
ولذلك، عاد ريال مدريد من البرازيل منتصرا بضم المواهب، ونجح في إغراق خصمه اللدود في أعماق الأمازون، وأجبره على العودة إلى السوق المحلي حيث يصب لابورتا تركيزه حاليا على التعاقد مع نيكو ويليامز، ليكون مشروعا جديدًا يقوده ثنائي المنتخب الإسباني الشاب يامال وويليامز.
اترك تعليقا: